زكاة العلم
عندما اقترح بعض الأصدقاء فكرة إنشاء موقع على الشبكة، حضر فورًا إلى ذهني سؤال “…وما القيمة المضافة؟”. وفي مناسبة ثانية أو ثالثة، استحال اقتراحهم إلى إلحاح… وكنت قد بدأتُ ألملم مقالاتي ومحاضراتي. بالتوازي، بدأتُ استجمعُ إرادة القبول. ولا أخفيكم أنّ المشروع شكّل قاطرة لعشرات المواقف والأحداث التي تراصفت الواحدة تلو الأخرى ليتشكل منها هذا الجدول الذي أرجوه صافيًا، نافعًا، ومنسابًا.
انتمائي الشديد لقضايا الإنسان يحتم تبني رؤية ومسيرة وخارطة طريق نحو غدٍ أفضل
جذوري عائلةٌ يدفعها يقينها بالله إلى الانتماء الشديد إلى قضايا الإنسان: الإنسان المعاصر الذي يُرزق ليترك أثرًا، عائلةٌ تتبنّى رؤية ومسيرة وخارطة طريق نحو غدٍ أفضل رغمًا عن مناخات التنابذ والفرقة، ورغمًا عن تفشي التقوقع والبؤس في غير مكان من هذا العالم.
عندما بدأ ذهني يتفتح على هذه الدنيا وما فيها، اهتز لبنان – الكيان الصغير الذي منه أتيتُ – وما يزال يتأرجح. وعندما بلغ الجيل الذي إليه أنتمي مرحلة النضج، اهتز العالم العربي- الإطار الحاضن الذي ينتمي إليه لبنان واللبنانيون- ولم تتضح بعد ملامح خضته وما سينجم عنها؛ أمّا اليوم، فتتوسّع الارتدادات لتصل إلى أطراف العالم الإسلامي وتعيد إلى بساط البحث إشكاليات الأصالة والحداثة، الاجتهاد والتقليد، الشرق والغرب، وغيرها، أي أنّ دائرة المخاطر ما برحت تتوسّع في الجغرافيا، وتتعمّق في التاريخ شرخًا من الماضي، أو فالقا في المستقبل.
سيعثر المتصفح لهذا الموقع على بصمات تلك الوقائع، ماضيها والحاضر. سيجد نفسه متجولاً بين تلك القضايا، صغيرها والكبير، وقد تم تبويبها لتيسيير وصول صاحب الاهتمام إلى موضوعه. لهذا كانت العناوين العريضة في الاقتصاد والماليّة، الحوكمة، التطوير الإنساني والمؤسسي، التحول المجتمعي.
يضع الموقع في تصرف المتصفح حصيلة ما توصلنا إليه بنتيجة الخبرة والاحتكاك والبحث والمحاولة
إلى كل من ساهم بفكرة أو اقتراح أو مهارة أو خبرة عبارة شكر وعرفان. لولا مساهماتهم ما كان لهذا العمل أن يرى النور
يضم الموقع باقات وافية من غرسات الأصدقاء والمحبيّن والمهتمّين؛ ممّن ساهموا بفكرة أو اقتراح أو مهارة أو خبرة… إلى كلّ هؤلاء عبارة شكر وعرفان، ولولا مساهماتهم ما كان لهذا العمل أن يرى النور.
طرح تلك الإسهامات في متناول المهتمين هي مبادرة هادفة، ترمي إلى استدراج أفكارهم ورؤاهم لقضايا الساعة. وهي أهداف مستوحاة مما تلاقى عليه أهل العلم في أن “زكاة العلم إنفاقه”.
تعالوا ننفق ممّا اتصل إلينا بفضل مَن سبقنا وزكّى.